recent
أخبار عاجلة

ماني المنتصر .. وصلاح الباحث عن الثأر.. وكيروش العاجز!

الصفحة الرئيسية

 


تأجّل أمل مصر في إضافة النجمة الثامنة في عدد مرات الفوز ببطولة كأس أمم إفريقيا إلى نسخة جديدة قادمة، (النسخة 34 ستقام في ساحل العاج عام 2023).


مصر فازت 7 مرات بالبطولة منذ انطلاقها قبل 65 عامًا، (1957- 1959- 1986 – 1998 – 2006 – 2008 – 2010)، وهي الدولة الوحيدة التي تتربع على عرش التتويج بالبطولة، تليها الكاميرون التي حصدتها 5 مرات، ثم غانا 4 بطولات، ونيجيريا 3، وبطولتين لكل من الكونغو الديمقراطية، وساحل العاج، والجزائر، ولقب واحد لكل من إثيوبيا، والسودان، وتونس، والمغرب، وزامبيا، والكونغو، وجنوب إفريقيا، والسنغال هي أحدث الفائزين.


مصر في بطولة (2022) التي استضافتها الكاميرون قبل أيام (من 9 يناير إلى 6 فبراير 2022، وهو موعد مؤجل من الموعد الأصلي العام الماضي بسبب فيروس كورونا)، كانت أقرب للفوز، حيث بلغت الدور النهائي، لكنها خسرت المباراة أمام السنغال، بركلات الترجيح (2/4)، بعد انتهاء الوقت الأصلي، والشوطين الإضافيين، بالتعادل السلبي.


كما خسرت نسخة (2017) في الغابون بالهزيمة (1/2) أمام الكاميرون.


وجاءت وصيفًا (المركز الثاني) في ثلاث بطولات (1962 – 2017 – 2021)، وحلت ثالثًا في ثلاث بطولات (1963 – 1970 – 1974)، وحصلت على المركز الرابع ثلاث مرات (1976 – 1980 – 1984)، وخرجت من دور المجموعات أربع مرات (1988 – 1990 – 1992 – 2004)، وغادرت البطولة من دور الـ16 مرة واحدة (2019 وكانت هى المستضيفة)، وهي أول نسخة يُقام فيها هذا الدور بمشاركة 24 منتخبًا، وخرجت من ربع النهائي أربع مرات (1994 – 1996 – 2000 – 2002).


وشاركت في البطولة 25 مرة، ولم تتأهل خمس مرات ( 1972 – 1978 – 2012 – 2013 – 2015)، وانسحبت ثلاث مرات (1965- 1968 – 1982).


واستضافت البطولة خمس مرات (1959 – 1974 – 1986 – 2006 – 2019)، حصدت في ثلاث منها اللقب (1959 – 1986- 2006)، وأخفقت في اثنتين (1974 – 2019).


وفازت باللقب أربع مرات خارج أرضها (1957 في السودان – 1998 بوركينافاسو – 2008 غانا – 2010 أنغولا).


تاريخ عريق


بهذه الأرقام فإن مصر تسجل لنفسها تاريخًا عريقًا في البطولة الإفريقية، وتتربع وحدها على القمة في كل النتائج والأرقام، ومنها الرقم القياسي الذي لم يحققه أي بلد في القارة السمراء، وهو الفوز بالكأس ثلاث مرات على التوالي (2006 – 2008 – 2010).


ومصر في البطولة الأخيرة بلغت النهائي، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها، كما حصل مرتين في السابق، لكنها أخفقت.


وإنجاز مهم أن تلعب المباراة النهائية أمام السنغال، رغم أن بداية المشوار لم تكن مطمئنة، فقد تلقت الهزيمة بهدف من نيجيريا في أول مبارياتها في دور المجموعات، ثم استفاقت ووصلت دور الـ16، وصعدت إلى الأدوار التالية حتى وصلت النهائي.


ومثلًا، الجزائر بطل النسخة الماضية (2019) خرجت من دور المجموعات في هذه الدورة في مفاجأة كبيرة، رغم أنها كانت قد فازت ببطولة كأس العرب التي استضافتها قطر قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة الإفريقية.


مع هذا، فالأداء العام لمنتخب مصر لم يتناسب مع اسمه وتاريخه، ففي دور المجموعات، وبعد الخسارة أمام نيجيريا، فاز في المباراتين التاليتين، لكنه فوز باهت، بهدف مقابل لا شيء، أمام غينيا بيساو، والسودان، وهما فريقان ليسا بقوته، وليسا قريبين من ترتيبه الدولي.


ومن أكبر مشاكل هذا الفريق في البطولة الأخيرة قلةُ التهديف، ففي 7 مباريات خاضها أحرز 4 أهداف فقط، واحد في مباراته مع غينيا بيساو، ومثله في شباك السودان، وهدفين في مباراته مع المغرب، وتلقت شباكه هدفين، الأول من نيجيريا، والثاني من المغرب.


هجوم الفريق كان عقيمًا رغم أنه يضم أحد أهم لاعبي العالم حاليًّا، وهو النجم محمد صلاح، الذي أحرز هدفين فقط، واحد على غينيا بيساو، والآخر على المغرب.


لا يمكن القول إن الفريق المصري كان أفضل فرق البطولة بسبب بلوغه المباراة النهائية، هو نجح في الانتقال من مباراة لأخرى بصعوبة رغم الفوز، وبعد اجتيازه دور المجموعات، لعب أشواطًا إضافية في التصفيات التالية، وعددها 4 مباريات، وفي مباراة واحدة منها أحرز أهدافًا (المغرب 2/ 1) وفاز بها، وفاز في مباراتين بركلات الترجيح بعد لعب الأشواط الإضافية دون القدرة على التهديف (كسب منتخب ساحل العاج بركلات الترجيح 5/ 4، والكاميرون بركلات الترجيح أيضًا  1/3)، ثم تلقى الهزيمة في النهائي من السنغال بركلات الترجيح (4/ 2).


ومن تبريرات الهزيمة أن الفريق هو الوحيد الذي لعب وقتًا إضافيًّا في 4 مباريات، مما تسبب في تعرض اللاعبين للإرهاق الشديد، وهذه ذريعة لمحاولة التغطية على الضعف التهديفي، وتفكك الخطوط في الملعب، ووجود خلل بين خطي الوسط والهجوم.


الفريق عجز عن إنهاء المباريات في وقتها الأصلي بالفوز فيها، وهذا يُلام عليه، ولا يجوز تمريره والسكوت عنه، لذلك اضطر إلى لعب الأشواط الإضافية، أي لعب 120 دقيقة إضافية في المباريات الأربع بواقع 30 دقيقة على شوطين لكل مباراة، وعجز في ثلاث مباريات منها عن حسم النتيجة بإحراز أهداف، لهذا كان الذهاب إلى ركلات الترجيح التي خدمته مع ساحل العاج والمغرب، وخذلته مع السنغال، ومباراة المغرب هي الوحيدة التي حسمها بهدف الفوز في الدقيقة 99 من الشوط الإضافي الأول.


محمد صلاح لم يكن فاعلًا ولا هدافًا


الأصل في اللعب إحراز الأهداف لضمان الفوز، أما اللعب لمدة 360 دقيقة دون إحراز هدف واحد، فهذا ليس في صالح تقييم الفريق، ولا يمكن التعاطف مع من يقول إنه لعب وقتًا طويلًا، وإن اللاعبين تعرضوا للضغوط، (270 دقيقة زمن 3 مباريات مع كوت ديفوار، والكاميرون، والسنغال، و90 دقيقة زمن 6 أشواط إضافية).


المفروض أن كل فريق يلعب بطريقة هجومية، لكي يهز شباك الخصم، لكن المصري لم يهدد مرمى الفرق المنافسة كثيرًا، والفرص التي لاحت له كان يهدرها بما لا يتناسب مع كون لاعبيه دوليين، وخط الهجوم في غاية السوء طوال المباريات السبع التي خاضها في البطولة.


والنجم الكبير محمد صلاح لم يكن فاعلً ولا هدافًا بما يتناسب مع اسمه الكبير وقدرته على إحراز الأهداف مع ناديه ليفربول في الدوري الإنجليزي وفي البطولات الأوربية.


زميل صلاح في ليفربول النجم السنغالي ساديو ماني قاد منتخب بلاده بقوة حتى حمل الكأس، ووقف على منصة الشرف والتتويج، وهى لحظة تاريخية له، بينما أخفق صلاح، وقد استحق ماني أن يفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة، وهذه الدورة من كأس إفريقيا كانت منافسة خاصة بين صلاح وماني، فهما لاعبان أساسيان وكبيران في ليفربول، وكل منهما يقود منتخب بلده في البطولة الإفريقية، وحلم كل واحد منهما هو الفوز بالكأس. صلاح لم يفز مع المنتخب بهذه البطولة رغم مشاركته في نسختي (2017 – 2019)، بجانب النسخة الحالية، وكان ضروريًّا أن يسجل في تاريخه التتويج بها، فهذا يرفع أسهمه في مسابقات أفضل لاعب في العالم، والسنغال لم تفز بالكأس إطلاقًا، بعكس مصر التي في جعبتها سبعة كؤوس، وحلم كبير لماني أن يكون أول فوز لبلاده بالبطولة وهو نجم الفريق، وقد تحقق حلمه.


مستوى المدرب


ومن اللافت أن يخرج المشجع المصري مقتنعًا بأن مستوى فريقه خلال المباراة النهائية لم يكن يؤهله للفوز بها، وأن الذهاب لركلات الترجيح قد يكون فيه الإنقاذ، رغم أن نسبة الفوز بها أو خسارتها متساوية، وقد خسرها بشكل مثير، والحقيقة أن الفريق السنغالي كان أفضل وأكثر هجومية طوال المباراة.


الفريق لم يكن مقنعًا، حيث تعتريه عوامل ضعف، وفي صفوفه لاعبون غير جيدين، ولديه ميل للدفاع، وهى آفة في المنتخب ولا يريد الخلاص منها، كرة القدم هي الهجوم والتهديف، أما الدفاع فهو يعكس روح الجمود، وهذا يدفع الخصم لانتهاز هذه الطريقة في اللعب، وتكثيف الهجوم، والضغط.


المدرب البرتغالي للمنتخب المصري كارلوس كيروش يتعرض لانتقادات كبيرة لأن المستوى غير مطمئن في كل المباريات التي خاضها سواء في تصفيات كأس العالم، ثم كأس العرب بقطر التي حاز المركز الرابع فيها، ومؤخرًا أمم إفريقيا حيث فشل في الفوز بها.


والانتقادات تطال التعاقد معه بمبلغ ضخم (200 ألف يورو شهريًّا) والشرط الجزائي المجحف، الذي يصل التعويض فيه إلى نحو 146 مليون جنيه إذا فسخ الاتحاد المصري لكرة القدم التعاقد معه قبل انتهاء موعده، وهو عمليًّا لم يقدم شيئًا مهمًّا حتى الآن مقابل هذا السخاء في عقد لا يراعي الأوضاع العامة في البلاد.


ولم يكن هناك ضرورة للتعاقد مع مدرب أجنبي، فبعد رحيل حسام البدري كان الأفضل إسناد المهمة لمدرب مصري آخر، لأنه سيكون أكثر قدرة على تطوير الفريق سريعًا، واختيار العناصر المناسبة، علاوة على أن راتبه لن يكون مثل كيروش أبدًا.


وحاليًّا يتم تبييض وجه المدرب البرتغالي العاجز المحنّط، إذ إن من يطبّلون له يعتبرون وصول الفريق لنهائي إفريقيا إنجازًا، وهو إنجاز من ناحية الشكل، لكنه في المضمون والنتائج لا يسرّ، وغير مطمئن في تصفيات كأس العالم بقطر 2022، ومن المفارقات أن المباراتين المؤهلتين مع السنغال أيضًا.


فريق يحرز4 أهداف فقط طوال 7 مباريات، ويدافع باستماتة في أربع مباريات من أجل لعب أشواط إضافية.. فهل هذه نتائج مرضية ومقنعة، وهل طريقنا لكأس العالم مع السنغال ستكون سهلة، وسنأخذ بثأرنا كما قال صلاح، وهو كان في الملعب 120 دقيقة كاملة، فلماذا لم يحرز الأهداف وينتصر بدل الثأر المؤجل؟


النجمة الثامنة تعاند وتستعصي على الانضمام إلى لوحة الشرف المصرية منذ 12 عامًا من المشاركة في البطولة الإفريقية دون إحرازها، وهذا يجعلنا نتحسر على الجيل الذهبي الذي حقق رقمًا قياسيًّا تاريخيًّا بالفوز بالكأس في ثلاث دورات متتالية تحت قيادة المدرب الوطني حسن شحاتة.

google-playkhamsatmostaqltradent